ماهو الجنف؟
الجنف هو انحناء العمود الفقري غير الطبيعي إلى جانب دون أخر. تتم ملاحظة الجُنف قبيل فترة المراهقة وفي حالات يمكن تشخيصه من طرف المختصين في السبع سنوات الأولى من عمر الطفل.
ماهي أسباب الجنف؟
لحد الأن لم يستطع المختصون تحديد أسباب الإصابة بالجنف بالضبط في معظم الحالات، لكن يتم التعرف على أسباب ما نسبته 20% فقط من حالات الجنف، ويشير المختصون إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تكون سببا له لظهور الجنف لدى بعض العائلات دون الاُخرى. كما يمكن أن يكون بسبب تشوهات عصبية أو عيوب خلقية كالضمور العضلي والشلل الدماغي.
الإناث أكثر عرضة للاصابة بالجنف أكثر من الذكور.
حقيبة الظهر والحقيبة المدرسية لا تسبب الجنف حتى ولوكان وزنها ثقيلا.
ماهي أنواع الجنف الشائعة؟
يُصنف المختصون الجنف أو إنحناء العمود الفقري غير الطبيعي حسب عدة تصنيفات لكن أشهرها هو التصنيف الذي يُصنف الجنف إلى نوعين اثنين:
النوع الأول الجنف البنيوي: وهو النوع الأكثر شيوعا حيث يحدث فيه التفاف وانحناء للعمود الفقري إلى جهة من الجهتين بشكل دائم وينقسم الجنف البنيوي بدوره إلى ثلاثة أقسام:
الجنف مجهول السبب: يسمى هذا النوع بذلك لعدم مقدرة العلماء على تحديد سبب الإصابة به إلى حد الأن، لكن يُتوقع أن تكون الأسباب وراثية، يشكل المصابون بهذا النوع نسبة 80 بالمئة من مجموع المصابين بالجنف، عادة ما يظهر في مرحلة المراهقة ويمكن أيضا أن يظهر في مرحلة الطفولة.
الجنف الخلقي: نسبة الإصابة بهذا النوع من الجنف ضئيلة جدا حيث يقدرها المختصون ب 0.01 بالمئة، حيث يصيب الأجنة وتظهر أعراضه في المرحلة المبكرة للطفولة، علاج الجنف الخلقي يتطلب التدخل الجراحي.
الجنف التنكّسي: والذي يسمى أيضا بجنف البلوغ، حيث يتسبب تنكّس مفاصل الفقرات الوُجَيهِيَّة والأقراص بين الفقرية بانحناء العمود الفقري إلى جهة، يتطور انحناء العمود الفقري ببطء مع التقدم في العمر.
الجنف العصبي العضلي: ويطلق عليه بعض العلماء اسم جنف الظمور العضلي، يتطور في بعض الحالات عند الأفراد الذين يواجهون صعوبات في المشي بسبب مشاكل عصبية عضلية مثل الشلل الدماغي والظمور العضلي.
النوع الثاني الجنف غير البنيوي:
يُعرف أيضًا باسم الجنف الوظيفي، وينتج عن سبب مؤقت، يتميز بإنحناء العمود الفقري من جانب إلى جانب بدون التواء العمود الفقري حيث تبقى بنية العمود الفقري طبيعية.
يعتبر الجنف غير البنيوي أقل خطورة من الجنف البنيوي لأنه يمكن أن يُشفى بدون تدخل، لكن الجنف البنيوي يستلزم العلاج والجراحة حيث يمكن أن يؤدي إلى تشوه العمود الفقري بدرجات أكبر.
ماهي أعراض الجنف؟
تتدرج الأعراض حسب شدة تقوس العمود الفقري لكن يمكن تجميعها فيما يلي:
- كتف أعلى من الكتف الأخر
- لوح كتف أكثر بروزا من لوح الكتف الأخر
- ملاحظة تفاوت في مستوى ورك دون الأخر
- ألم في الظهر
- مشاكل في التنفس
العلامات التحذيرية التي يمكن أن تدل على الجنف:
- قِصر رِجل دون الأخرى
- ملاحظة عدم تناسب الألبسة مع الجسم كطول كُم على كُم الطرف الأخر و طول طرف سروال دون الأخر
- خط العيون المائل
- عدم توسط الرأس للكتفين ويلاحظ ذلك من الخلف
- بروز الأضلاع عند الانحناء إلى الأمام
- ميلان الجسم على الجانب
- اتساع الفجوة الداخلية الموجودة بين الذراع والجذع في طرف دون الأخر
هل يشكل الجنف خطرا على الحياة؟
يتسبب انحناء العمود الفقري متوسط الدرجة والحاد المتروك بدون علاج في إشتداد درجة التفاف العمود الفقري وتشوهه، وبالتالي اشتداد الألم كما يسبب الضرر للقلب والرئة، حيث يقلل الجنف من قدرة الرئتين على العمل بشكل طبيعي ويساهم في تقصير حياة المصابين به. أضهرت الدراسات والمتابعات طويلة الأمد للمصابين بالجنف الحاد مجهول السبب وذو الدرجة 90، أظهرت تدني توقعات الحياة للمصابين به في حال لم يعالجوا، حيث كان متوسط عمر المصابين به 46 سنة، 60 بالمئة من وفياتهم كانت بسبب مشاكل تنفسية و فشل القلب الناتجة عن الجنف.
الجنف والزواج
هل يؤثر الجنف على القدرات الجنسية؟ هل تؤثر عملية الجنف على القدرة الجنسية لمن يخضع لها؟
لا يعيق الجنف أو عملية الجنف الزواج أو المعاشرة الزوجية ولا يؤثر على الخصوبة أو الحمل. لحد الأن لم تُثبت الدراسات بشكل قاطع أن عملية الجنف تؤثر على القدرات الجنسية للرجل أو المرأة .
قام العديد من الباحثين والمختصين حول العالم بدراسات حول تأثير الجنف وعلمية الجنف على الحياة الزوجية للرجل والمرأة، أول من قام بمثل هذه البحوث هما العالمان السويديان ألف ناتشمسون و اينا دانيالسون، حيث تمت متابعة عينة من النساء والرجال الذين كانوا تحت عمر الـ 21 عند خضوعهم لجراحة الجنف بين سنتي 1968 و1977. تمت متابعتهم لمدة فاقت الـ 20 سنة اللاحقة، صدرت نتائج هذه الدراسة في سنة 2000 وكانت غير قطعية لكنها بينت أنه كان هناك نقصا طفيفا في القدرة الجنسية والرغبة الجنسية لدى بعض أفراد العينة الذين خضعوا لعملية الجنف.
بعد ذلك قام علماء أخرون ببحث أخر على عينة من النساء اللائي خضن لعمليات الجنف حيث تم متابعة 20 امرأة لمدة 8 سنوات ونصف السنة. خلص الباحثون سنة 2011 بأنه كان هناك تراجع طفيف في القدرات الجنسية لتلك النساء لكن لم يتم تحديد إذا كان ذلك التراجع بسبب الجنف في حد ذاته أو بسبب جراحة الجنف. أشارت مصادر علمية أخرى بأنه لا يمكن الاعتماد على هذه الدراسة بصفة قطعية لضألة العينة المدروسة.
الجنف والحمل
هل يؤثر الجنف على الحمل والولادة؟
وفقا لأبحاث العلماء الممتدة لعقود، الجنف أو عملية الجنف لا يسببان أية مضاعفات محددة على الحمل أو المخاض أو الولادة ولا يبدوا للعلماء أنها تزيد خطر الإجهاض أو احتمال ولادة الجنين ميتا أو حدوث عيوب خلقية.
النساء اللائي خضعن لعمليات الجنف يمكنهن الحمل والولادة بشكل طبيعي.
هل ينجب الأشخاص الذين يعانون من الجنف أطفالا مصابين بالجنف؟
لحد الأن لم يتم تحديد أسباب حدوث الجنف مجهول السبب لكن هناك توقعات بوجود دور للعوامل الوراثية، حيث نسبة 30 بالمئة من المصابين بالجنف كان لديهم أفراد من عائلاتهم ممن أصيبوا به أيضا.
تشير الدراسات إلى أنه إذا كان أحد الأبوين مصابا بالجنف فان نسبة ولادة الطفل بالجنف 29 بالمئة اذا كان المولود انثى و 9 بالمئة اذا كان ذكرا. تجب بالإشارة إلى أن نسبة إصابة المواليد الإناث أكثر من الذكور بضعفين.
و مع ذلك لا يعني دائما حتمية أنّ المصابين بالجنف من الأبوين ينجبون أولادا مصابين بالجنف.